الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

رد على مقالة الأخ محمود عبدالله ، المعنونة بـ : التعليم في الدولة الديمقراطية . . . المجتمع الأحوازي في إيران أنموذجاً

بسم الله الرحمن الرحيم
رد على مقالة الأخ محمود عبدالله
المعنونة بـ : التعليم في الدولة الديمقراطية . . . المجتمع الأحوازي في إيران أنموذجاً



الأخ العزيز السيد محمود عبد الله المحترم

تحيات أخوية أحوازية نبيلة لشخصكم الكريم على المشاعر الطيبة تجاه المجتمع الأحوازي، آملين أن يكثر المهمومين بالقضايا الوطنية على أرضية رؤية وطنية متبصرة ، وبعد . . .

قرأت المقالة ـ مقالتكم الهامة ـ مثنى وثلاث من أجل إستيعاب مضمونها، وتمرير هذا المضمون على شاشة المرحلة التي يرتسم أفقها في ميدان الصراع السياسي المتعدد الوجوه بين شعبنا العربي الأحوازي، من جهة، والاِحتلال الفارسي الذي يوغل كل يوم في "إجتراح" خطوات خبيثة لتغييبه عن ساحة أي فعل يعيد الإعتبار لقضية شعبنا التحررية، من جهة أخرى .

ورأيت ـ فيما رأيت ـ أنكم لا تعطون الأولوية المطلوبة لأية عملية كفاحية، تستهدف تحرير الأحواز، من ربقة الاِحتلال وآثاره المرئية والملموسة ويومياً، وتطلبون بدلاً من ذلك : إنجاز مهمة تربوية من سلطة إحتلال واعية لما تعمل، سواء عن طريق الإستيطان الفارسي للأرض، وتشريد المواطنين الأحوازيين منها، ونقل المياه، والتغييب المتعمد لأية مدرسة تعلم الأطفال بلغتهم الأم، وغير ذلك من خطوات عملية ملموسة تستهدف ليس شطب الروح المجتمعية عن شعبنا بل شطب القضية الأحوازية برمتها .

 إذ أنكم تراهنون على الدولة المحتلة وأي نظام تابع لها أو سيتبعها ـ الحقبة البهلوية وحقبة الملالي، ومن سيخلفها، ووكأنها "تتيح للجماهير المحكوميين تغيير حكامهم بدون حاجة للعنف". ، وعليه ترى"أن المجتمع الأحوازي يقع على عاتقه مسؤولية المطالبة بتوفير نسبة عالية من التخطيط والأهتمام بقضية التعليم وكذلك دعوة إلى انشاء مدارس عربية أهلية يقوم بالمهمة المجتمع وأن بدأت بنسبة قليلة انشاء مدرسة عربية أهلية واحدة في كل مدينة"، فهل هناك هامش من الحرية النسبية تتيح لما تفترضه من مطالب سياسية كلية أو حتى مطالب جزئية، بالإستناد إلى أحد الفلاسفة الذي ينطلق من إفتراضات سياسية مكتملة النمو وتتمتع بحدٍ أدنى من الروح القانونية التي تنظم عمل الدولة المعاصرة ؟ ! .

إنكم تقرّون بكون "النظام غير الديمقراطي في إيران من هذا النوع وبامتياز.إن المتاح والممكن الاتجاه إليه في داخل مجتمعنا لمواجهة ليس فقط تدني مستوى التعليم، إنما باقى القضايا المهمة كالصحة والعمل والمشاركة والتوزيع في الثروة أو باختصار (تنمية المجتمع الأحوازي)،"، فهل هناك إمكانية لتنفيذ هذه التصورات النبيلة في الوقت الذي يسود فيها القمع والإضطهاد والحرمان كل فئات المجتمع الأحوازي ؟

إذا كان الجواب غير ما نراه، فلماذ المطاردة والاِعتقال وتكميم الأفواه ومنع حتى إختيار الأسماء بشكل حر على المواليد الجدد ؟

إن "النظام الأيديولوجي" وسلطتها القائمة على منظومة أفكار فارسية عنصرية، ومفاهيم مذهبية مقرونة بنصوص دستورية، تحرم أي فرد أو مجموعة من إتباع خطوات سياسية أو تربوية من شأنها أنْ تفكك هذا البعد الأيديولوجي في تركيبة السلطة المحكم، وهو الأمر الذي يعيد الإعتبار لمفهوم مواصلة الصراع مع الطغيان الحاكم هي الإمكانية الوحيدة والمفتوحة أما أبناء وطلائع المجتمع الأحوازي، ذلك هو المنطلق كما أعتقد .

وإنّ عملية التحرر الوطني، وبغض النظر عن طول الفترة الزمني، هي التي ستتيح إمكانية ما ترونه من ضرورة "تحمل مسؤولية الإدارة لها النخب وفئات المجتمع المختلفة من المعلمين، الاطباء، اصحاب السوق، اصحاب المهن والموظفين إلخ لنقول إنها (الكتلة المجتمعية المدنية)، هدفها تأسيس وعي مدني، حيث إن هذا المجتمع لا يمكن تهجير الناس منه ولا يمكن تغيير هويتهم وبالتالي أن المجتمع يحتاج أن يعيش ويمارس حياته، وفق متطلبات العصر. وإن الدفاع عن الحقوق المجتمعية تبقى هي أولوية العصر وعلى الجميع المشاركة والدعوة لها"، وغير ذلك هو من قبيل التكتيكات السياسية غير الهادفة من الناحية الجدية والعملية .


والسلام على كل الطيبين المخلصين من أبناء شعبنا .
أخوكم
عادل السويدي
17/10/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق