الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

المجانين في طهران وتل أبيب

يذكرنا ما نقله رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي عن نظيره الإيراني علي لاريجاني معلقا على محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن بقوله ان «من قام بذلك شخص معتوه وتم ابعاده من جمهورية إيران منذ نحو 30 عاما» بالحجة الاسرائيلية الجاهزة دائما في كل مرة يقوم فيها إسرائيلي بعملية اغتيال.. فالجنون هو ملاذ تل ابيب على الرغم من ان تلك العمليات تخدم مصالحها.
فطهران في بداية الأمر نفت نفيا قاطعاً حقيقة تعرض السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير لمحاولة اغتيال واسمتها فبركة أمريكية وقال مسؤولون فيها ان هذا السلوك ليس سلوكا إيرانيا.
وبعدها بفترة اعلنت طهران استعدادها للبحث في الموضوع ثم يفاجئنا لاريجاني بالتصريح بلهجة تؤكد وقوع العملية غير انه يقول ان القائم بها مجنون وتم إبعاده..وهنا نسأل قادة الثورة الاسلامية في طهران هل من تعاليم الاسلام نفي المجانين وابعادهم عن البلاد؟! وعموما يستفاد من تصريح السيد لاريجاني هذا التقارب الشديد بين الفكرين الإيراني والإسرائيلي سواء باعتماد سلوك التصفيات الجسدية او بالقاء التهم على مجانين هم من ينفذون تلك العمليات التي تتسق مع واقع الدولتين ومصالحهما.
ليس هنا فحسب فهناك وجه آخر للشبه بين النظامين في الاعتماد دائما في السياسات مع الاخرين على محورين احدهما اصولي متشدد تنقل له الوكالات الرسمية تصريحات عدائية ضد الاخرين واخر يبدي جانبا ناعم الملمس حضاري في تعامله.
ففي تل ابيب نقرأ تصريحا لوزيرالاسكان الإسرائيلي ارييل اتياس وهو من حزب شاس الديني المتطرف يؤكد ان العرب والإسرائيليين لا يمكن ان يتعايشوا معا ويمضي في سياسات بناء المستوطنات في وقت تبدي رئاسة الوزراء في تل ابيب ملمسا ناعما تبدي من خلاله للعالم مرونة في التعامل مع الفلسطينيين واستعدادا دائما للفتاوض.
اما في طهران فتنقل وكالة فارس الرسمية عن عضو الامن القومي الإيراني عباس الكعبي قوله ان إيران قادرة على اغتيال العاهل السعودي مؤكدا بذلك ما ينفيه مسؤولو بلاده من اعتماد سياسة الاغتيالات ضمن سلوكياتهم!.
وبعيدا عن هذا التشابه في الفكر السياسي بين البلدين «العدوتين» هل نتذكر الاعتداء على القنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية فاذا كان المجانين يبعدون عن إيران هل نعتبر ان من قاموا بذلك الاعتداء هم من العقلاء؟! وماذا تم بشأنهم ان كانوا مارقين على السياسات الرشيدة في طهران؟!
يبقى ان ندعو اخيرا الى استذكار السياسات الإيرانية إبان تولي السيد محمد خاتمي شؤون الإدارة في طهران وكيف كان التقارب شديدا مع المنطقة حتى جاء العهد الحالي الذي بدأ بسحل العمائم في شوارع طهران وأودع معارضيه وراء القضبان لنعرف أين الخلل وحقيقة مخاوف النظام الإيراني الحالي..كماهو الحال فيما نلاحظه من تغير السياسات الإسرائيلية مع التعاقب على رئاسة الوزراء في تل ابيب!.

خلف الدوايhttp://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=145994&WriterId=123
@klfdy
Klf_dy@alwatan.com.kw

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق