الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

نصرالله وميقاتي والخازوق

سكت حسن نصرالله دهراً وحين تكلم مصادرا قرار الشعوب ومُدخلها تحت عباءة وصايته نطق كفرا لم يسبقه اليه أحد, فكيف لمن لا يلاقي اجماعا حتى في وسطه الطبيعي- حيث زعامته داخل حزبه محل صراع وشك- ان يعتبر شعب البحرين شعبه, أو يلقي على الشعب السوري محاضرات بالعفة والوطنية?
فات الشاطر حسن عندما قال "شعبنا في البحرين", وتحدث عن خيالات وأوهام ليست موجودة الا في ذهنه, ان هذا الشعب ليس تابعا لمستزلم, ولا يرضى ان يكون من عاث فسادا في الارض وهتك كل الاستار متحدثا باسمه, واذا كان يقصد في كلامه هذا ابناء الطائفة الشيعية الكريمة, فهو أضاع الطريق, كما كل مرة, فالشيعة في البحرين عرب اقحاح, لم يتلونوا يوما بلون غير لونهم العربي, أما اولئك الذين أغوتهم الأفعى الايرانية فأكلوا المحرم حين توهموا قدرتهم على الاستيلاء على البحرين, ليسوا اكثر من نفر قليل, ولن يستطيعوا ابدا إلحاق بلاد دلمون بالمشروع الفارسي الذي رهن نصرالله نفسه له, ويحاول مستميتا إلحاق لبنان به لولا مقاومة الشرفاء الذين يتصدون له بشراسة.
وحده التلميذ الكسول لا يتعلم من الدروس السابقة, ولذلك لم يتعلم نصرالله من الدرس البحريني حين قالت الغالبية العظمى من الشعب انها لا تريد لأحد ان يتدخل بشؤون بلدها, ولن يتركها شعبها لقمة سائغة لنفر أعمتهم شهوة العمالة لإيران عن رؤية الحقيقة التي تجلت تمسكا وطنيا بالشرعية الدستورية في مناسبات بحرينية عدة.
نصرالله المسكون بوهم الزعامة المنِّصب نفسه وليا صغيرا للفقيه في لبنان راح في حديثه الأخير الى محطته التلفزيونية يوزع صكوك الوطنية والقومية على الناس, ناسيا انه يمارس بصفاقة قطاع الطرق دور محامي الشيطان, فكل الهذيان الذي ساقه لتبرير تأييده لنظام دمشق في حملته الدموية على شعبه لم تقنع أحدا, بل انها زادت من يقين الناس أنه ليس اكثر من بندقية للايجار, يطلق رصاصها من يدفع أكثر, لكن الشعب السوري الذي كسر كل حواجز الخوف وأعلن ثورته السلمية الشريفة لا بد انه سينتصر على دموية نظام دمشق وعندها سننتظر ماذا سيقول نصرالله, وهل سيعتبر هذه الانتفاضة الشريفة ثورة, أم مؤامرة? بل ان الثورة السورية لا بد لها ان تطلق شرارة الانتفاض الشعبي اللبناني على من يحاول مصادرة قرار بيروت ويومها سنرى من سيحمي نصرالله من غضب الشعب, وفي كل هذا ان اكثر من نرثي لحاله هو رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الذي لم يعرف بعد على أي خازوق أجلسه نصرالله وزبانيته, حين انقلبوا على الاكثرية النيابية والشعبية ونصبوه بقوة ارهاب السلاح رئيسا لحكومة وظيفتها الوحيدة ان تزيد من تعقيد الأزمة اللبنانية بجر البلد الى عزلة دولية جراء مناطحة المجتمع الدولي بموضوع المحكمة الدولية.
ما يثير السخرية في كلام نصرالله حديثه عن افلاس الولايات المتحدة الاميركية التي تستحوذ على ربع الاقتصاد العالمي, ويبلغ ناتجها القومي نحو 15 تريليون دولار, وميزانيتها نحو 3.7 تريليون دولار وبالتالي فهي ليست عاجزة عن شن حرب اذا أرادت, وبخاصة ضد ايران, بل ان هذه الأخيرة ليست بحاجة للحرب للقضاء على بقايا التاريخ المظلم لأن الشعب الايراني الذي ينتفض منذ سنوات ويدق في كل يوم مسمارا جديدا في نعش نظام الملالي كفيل باخراج بلاده من دهليز التخلف والقمع الذي فرضه عليه نظام الاحافير الديناصورية.
لاشك أن العيش في الجحور جعل حسن نصرالله يغرق في هذيانات احلام اليقظة, فأصيب بقصر نظر لم يعد يرى فيه اكثر من أرنبة انفه, وربما يكون بحاجة الى الكي دواء ليصحو من أحلامه تلك رغم اننا لا نريده ان يصحو ابدا.
أحمد الجارالله

نداء الى جميع محبي القضية الوطنية الاحوازية : أحوازيون ... عرب ... مسلمون ... وكل محبي الانسانية

لأول مرة يضطر تنظيم "مجاهدي خلق" للإعتراف العلني بقصوره الواضح تجاه القضايا الوطنية والقومية للشعوب غير الفارسية في ايران .
كان هدف هذا التنظيم الايراني المعارض من اجراء المقابلة كسب المزيد من الاوراق الدعائية لتنظيمه ولكنه خسر متعاطفين كثر معه . انه أشبه بالذاهب ليجلب قرنين فرجع مصلوم الأذنين .
نأمل من كل المواطنين والمناصرين ممن لهم مشاعر طيبة تجاه القضية العربية في ساحتها الاحوازية أن يعقبوا على ما نشرته صحيفة الأهرام يوم أمس الثلاثاء بتاريخ 25/ 10/2011 من أجل إلقاء المزيد من الأضواء على القضية الوطنية الاحوازية، ولقضيتنا المزيد من الانتصارات السياسية وعلى كافة المستويات ايضا .
ومن الجدير بالذكر أن ذات الخطاب والنداء الموجه للجماهير الوطنية والقومية والاسلامية موجـّه ايضا وبذات الاحساس الوطني الى كل الجماعات الوطنية المخلصة التي طالما أرسلت عتبها السياسي إلينا طالبة منا التنسيق مع منظمة "مجاهدي خلق"، ولكننا نقول الآن أن الواضح لكل ذي عينين هو موقفهم السياسي الصريح . فماذا يقولون الآن .؟!
فيما يلي اللقاء الصحفي الذي اجراه السيد يحيى غانم في صحيفة الاهرام مع مريم رجوي رئيسة منظمة مجاهدي خلق .


المكتب الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز ـ حزم
26 – 10 – 2011



موقف بريطانيا من الاطماع الفارسية فى الاحواز (عربستان)

يقع اقليم عربستان عند رأس الخليج العربى ويضم العديد من المدن مثل المحمرة التى كانت أحد الوية الاقليم  ثم أصبحت عاصمته فيما بعد   وتقع المحمرة على الضفة الشرقية لشط العرب شاملة جزيرة خضر (عبادان) وحوض نهرقارون:وقد قامت ببنائها قبيلة المحيسن التى تركزت فيها منذ عام 1812 بجانب بنى كعب الذين كانوا حكاما لاقليم عربستان  وفى عام 1844 وجه (حيدرباشا) والى بغداد العثمانى قوة كبيرة استطاعت احتلال المحمرة فاضطر شيخها (الحاج جابر بن مرداو) الى تركها ولكنه عاد بعد فترة قصيرة بقوات ضاربة وأخرج العثمانيين من كافة أنحاء عربستان...   بريطانيا تعترف باستقلال عربستان.... بلغت عربستان أوج عظمتها ابان حكم (الشيخ خزعل الحاج جابر المحيسن) اذ تمكن من توحيد امارات عربستان فى دولة واحدة لها كيانها السياسى فاندفعت بريطانيا تتقرب من الشيخ خزعل لاستغلال ثروات الاقليم الاقتصادية  ولتتخذ منها قاعدة لرد مطامع روسيا القيصرية ومحاولة مد نفوذها الى منطقة الخليج العربى....                                          
وفى عام 1924 تعرضت عربستان لهجوم فارسى بقيادة (رضا بهلوى) والد الشاه السابق ولكن بالرغم من الخسائر التى تكبدها الجيش الفارسى فانه عجز عن اختراق الحدود  وعلى اثر هذا الفشل فى الغزو المسلح لجأت فارس الئ الخديعة  فكتب الشاه رسالة للشيخ خزعل يؤكد التزامه بالمعاهدات السابقة ويطلب السماح لوفد فارس بزيارة عربستان.....         رحب الشيخ خزعل بزيارة الوفد الذى كان يرأسه رضا بهلوى  وبدأت المحادثات لمدة يومين  وفى اليوم الثالث اجتاحت الفرق العسكرية الفارسية ارض عربستان والقى القبض على الشيخ خزعل حيث نقل أسيرا الى طهران عام 1925  ومن هنا بدأ نضال شعب عربستان ولم تستطع عمليات البطش التى مارستها السلطات الفارسية وقتذاك من أن تنال من عروبة الاحواز بعد أن حولتها الى محافظة عاشرة من المحافظات الايرانية  ولم تفلح فى اخماد جذور الثورة فى نفوس الشعب الاحوازي من اجل تحرير ارضة  فكانت الثورات من حين لاخر وقامت اول هذه الثورات  بعد ستة أشهر من احتلال الاقليم فى عام 1925 ولكن السلطات الفارسية قضت على هذة الثورة بكل قسوة وحاكمت عددا كبيرا  من المشتركين فيها وأعدمت اخرين دون محاكمة   ....وسميت هذه الثورة بثورة الغلمان واستمرت الثورات واحدة تلو الاخرئ....ومن اشهر الانتفاضات التى قامت بعد ذلك ثورة الحويزة عام 1928 وثورة بنى طرف عام 1940 ثم حركة الشيخ عبدالله بن الشيخ خزعل 1946...
منقول من كتاب تاريخ فى المرحلة الثانوية يدرس فى مملكة البحرين الشقيقة

ابو اسد الاحوازى
25\10\2011                    

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

لشاعرها : محمد امين بني تميم الأحوازي

الحبّ في الأحواز ..
محمد امين بني تميم الأحوازي
 
(1)
جالسٌ في بيته الأحوازي
في عِزّ الحَر..يُدخّن نفسه!ويَمسَح عَرَقه بكوفية جدّه
لم يفتقر للبرق والنّار
لكنّ..ماذا عساه أن يفعل؟
إذ الكهرباء حتى تبخل نفسها عليه!بدلاً من أن تبرد قليلاً من غليله
في إكتظاظ الجوّ..بالغبار المتراكم..والمخيّم على أحلامه كالسرطان!
...
(2)
الحبّ في الأحواز.. نارٌعلى نار!والحياة جحيماً وسط النهار
والأحلام تتساقط يومياً
من الأعداد آلافاً.. في شوارع الخيال
.....
(3)
يُفكر في البعيد عندما قريب
ويُفكر في القريب عندما بعيد
والغربة تطارده في كلِّ مكان!يفكر.. ويتساءل:هل الحلّ بالرحيل إلى اللازمان؟
وما الخلاص من هذا الضجر الذي يغمر كلّ مكان؟
يخاطبُ نفسه:هنا سقط رأسي
وهنا سقط عقلي
وهنا يسقط جسدي...

 من ديوان للشاعر بعنوان يوميات مجنون ليلى

 

المقاومة الأحوازية الحلقة المفقودة في الصراع العربي – الفارسي ؟؟؟بقلم محمد مجيد

نظرا لما تمر به المنطقة من تحرك واسع للشعوب العربية التي تسعى  للإطاحة بالأنظمة المستبدة التي تحكمها بعقلية الخمسينات والشعارات الفارغة، وقد إنتصرت بعض هذه الثورات والبعض الأخر في  حيز التطوير والنجاح على أرض الواقع كـ"سورية واليمن ، وبما إن الشعب العربي الأحوازي هو إمتدادا طبيعي وستراتيجي للأمة العربية فبكل تأكيد سيتأثر من موجة الربيع العربي، من باب حق تقرير المصير والتحرر من الإحتلال الفارسي ورفع شعار "الشعب يريد طرد المحتل الفارسي".

ففي الثورات العربية رأينا الشعوب كيف استخدمت جميع السبل المتاحة والشرعية لإسقاط  الأنظمة المهشمة مفاصلها السياسية، الدستورية، القضائية والتعلمية الخ، مركزة على تطوير وتفعيل دور الشباب العربي الذي كان يحلم في الحرية والكرامة والسيادة الحقيقية  لتلك الشعوب.  والشعب العربي الأحوازي تنطبق عليه جميع هذه المعايير، فمنذ أكثر من ثمانية عقود وهو يتطلع ويسعى من خلال مقاومته وإنتفاضاته المتتالية  لإنتزاع حريته وكرامته وسيادته الوطنية من مخالب المحتل الظالم تماشياً مع  الشعوب العربية الثائرة في هذه الفترة الزمنية الحساسة رغم الإختلاف الشاسع بين الإحتلال والنظام المستبد.

إستخدمت الدولة الفارسية جميع القوة الأمنية والإستخباراتية لقمع وإجهاض الإنتفاضة الأحوازية في نيسان 2011 م بعدما جعلت من القطر الأحوازي ثكنة عسكرية، كما إنها شاركت أيضا بالإشراف على قمع وإخماد الثورة السورية من خلال الحرس الثوري المتواجد هناك، ولكن إصرار الشعب العربي السوري على إستمرار التحرك الشعبي هو من قرر ديمومة الثورة والإنتفاضة وحقق تضامنا معنويا وثوريا بين القضية الأحوازية والثورة السورية.

إن تطور العمل الميداني للمقاومة الوطنية الأحوازية كنهج ثوري مستمر يساعد الثورة السورية في التقدم نحو بلوغ الهدف المنشود وهو الإطاحة بنظام بشار والوصول إلى نظام ديمقراطي يعتمد في اسسه على القاعدة الشعبية ، حيث تستطيع  المقاومة الوطنية الأحوازية أن تقطع شريان الاقتصاد الفارسي الذي يعتمد على النفط الاحوازي إعتمادا كليا وبهذا تنقطع الإمدادت النفطية على نظام بشار وينقطع الدعم المادي والإقتصادي ايضا .

تأتي عملية قلعة النار التي إستهدفت المنشأت النفطية في الأحواز العربية المحتلة والتي نفذتها كتيبة الحسنين التابعة لكتائب الشهيد القائد محي الدين آل ناصر تأتي إستمراراً للعمل النضالي والمقاوم للشعب العربي الأحوازي ضد المحتل الفارسي الذي بات يمارس انواع السياسات الشيطانية والاجرامية ضده، إن هذه العملية النوعية ألتي عززتها حركة النضال بعملية بطولية أخرى إستهدفت من خلالها المنشأت النفطية بمجموعة من كتيبة  القائد الشهيد علي المطوري التابعة لكتائب محي الدين آل ناصر في 16أكتوبر 2011 وألتي كبدت العدو خسائر إقتصادية فادحة ،تأتي في سياق الإرتباط المعنوي مع الثورات العربية ورداّ موجعا ّ على المشاريع الفارسية التي باتت تهدد أمن وإستقرار المنطقة  وخاصة الأمن القومي لدول الخليج العربي .

إن المقاومة الوطنية الأحوازية تمارس حقها الطبيعي والمشروع في تصديها للوجود الفارسي المحتل في القطر السليب وتعمل على منعه من سرقة مقدرات وثروات الشعب العربي الأحوازي وقطع السيول الواردة له من خلال بيعه للنفط والغاز الأحوازي كما انها تجد نفسها في خندق الواجب القومي في الدفاع من اي ارض عربية اخرى تتعرض الى مخاطر وتهديد من قبل الدولة الفارسية الاّثمة .

فمن منطلق الواجب الديني والقومي ومن أجل الحفاظ على توازن القوى في الخليج العربي وأمن دوله العربية يصبح دعم المقاومة الوطنية الأحوازية ومشروعها الوطني لمواجهة الدولة الفارسية  على صعيد الداخلي والخارجي ضرورة ملحة والتخلي عنه قد يضر بالامن القومي للدول العربية الخليجية.

 إن عدم نجاح الدول العربية في الكثير من المشاريع السياسية والإعلامية في مواجهة المشروع الفارسي هو غياب الحلقة المفقودة في هذا الصراع وهي القضية العربية الأحوازية العادلة فالدول العربية تستطيع من خلال دعم القضية الأحوازية والوقوف بجانبها ردع المشروع الفارسي التوسعي في الوطن العربي ، فعلى هذا الاساس يصبح التعاضد العربي ضرورة ومطلب جوهري لمواجهة أعداء الامة وتصبح الثورات في الوطن العربي إمتدادا طبيعيا لنهج ثوري واحد عنوانه الحرية والتحرر

هل اقتربت ساعة الحسم الأميركي في سورية ?

هل اقتربت ساعة الحسم الأميركي في سورية ?
التصعيد المتوحش لقوات النظام السوري ضد الانتفاضة الشعبية , وزيادة أعداد الضحايا و الشهداء ,  والإرتفاع المضطرد في العمليات العسكرية إضافة إلى زيادة حالات الإنشقاق في الجسم العسكري للنظام السوري , مع ما يرافق ذلك من نشاط ديبلوماسي عربي ضمن إطار الجامعة العربية وبرئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لمحاولة الوصول إلى حل توافقي بين السلطة والمعارضة, وهو حل لن يكتب له النجاح أبدا ضمن ماهو متوقع ومعروف, جميعها أمور تؤكد بأن تيار الثورة السورية في تصاعد وان نيران الرفض الشعبي لم تخمد, ولا ينتظر أن تخمد مع تسارع التطورات في العالم العربي, وإنهيار النظام الليبي بالصورة التي حدثت, وقد أضاف إلى المشهد السوري بعدا تراجيديا والتصريحات الأخيرة للسيناتو الأميركي جون ماكين, وهو المرشح السابق للرئاسة, عن إحتمالات تدخل عسكري أميركي لحسم الموقف على الأرض, وإنهاء النظام البعثي السوري ,مكررا التجربة العراقية, ولكن بكلفة أقل,  وبوسائل وأدوات مختلفة بالكامل عما حصل عام 2003 , من الواضح أن كل المؤشرات باتت تتجه نحو حسم عسكري يوقف الآلة العسكرية للنظام السوري و ينهي سطوة حزب البعث و العائلة الحاكمة في الشام و الممتدة بأجيال متلاحقة منذ عام 1963 , خطط الإنسحاب العسكري الأميركي من العراق في نهاية العام الحالي لا تعني إنسحابا من الشرق الأوسط بقدر ما تعني إعادة التخندق وترتيب المواقع والتهيؤ لحالة ونقلة تعبوية جديدة لن تبتعد كثيرا عن بغداد وستكون محطتها المقبلة بكل تأكيد في دمشق مالم تحصل تطورات داخلية سورية تعيد صياغة المشهد واهمها إحتمال قيام إنقلاب عسكري في دمشق ينهي الأوضاع الشاذة القائمة ويؤسس لعقد توافق وطني جديد بعيدا عن لمسات وآثار التدخل الدولي , كل المؤشرات أضحت واضحة بعد تصريحات السيناتور ماكين , وحلقة الحسم الدولي في سورية باتت واضحة المعالم أكثر من أي وقت مضى, بل أنها تحولت خياراً ستراتيجياً غربياً لن تستطيع شبكة الحماية الصينية ولا الروسية تفتيته وأبعاد شبحه القريب الذي سيواجهه النظام , محطة التغيير المقبلة ستكون دمشق شاء من شاء  وأبى من أبى وكل التحركات والجهود الديبلوماسية القائمة حاليا ليست سوى رتوش ومؤثرات صوتية لاعادة تقويم المشهدين السياسي والعسكري وإعداد الساحة للتطورات الحاسمة القريبة , فمن الواضح إن النظام السوري قد إعتمد خيار القوة المفرطة لكسر الثورة وتبديد آمال الثوار , وقد يلجأ النظام لخيارات إنتحارية لا يجد مناصا من اللجوء إليها مثل إعادة سياسة التدمير الشامل للمدن المنتفضة وإحتمال تدمير مدينة حمص التي تحولت اليوم مدينة ثائرة تذكرنا بمدينة حماه عام 1982 والتي قمعها النظام وقتذاك بالقوة المفرطة وبتدميرية عالية لم يحاسبه أحد عليها وقتذاك لأن ظروف و مقتضيات اللعبة الدولية من تصعيد للحرب العراقية -الإيرانية ومن إجتياح إسرائيلي لبيروت الذي كان يتم الإعداد له قد ترك مساحة حركية واسعة للنظام لم تعد متوافرة اليوم تصريحات السيناتور ماكين بمثابة عد تنازلي واضح لبدء المهمة الأميركية في الشام , وفشل جهود الجامعة العربية بحل الأزمة السورية سيعطي الضوء الأخضر للحل العسكري الدولي وبالأيدي الأميركية المباشرة هذه المرة وليس بأيدي قوات الناتو التي أنجزت المهمة في ليبيا , فيما يزداد الطوق الحديدي على النظام في دمشق , فشل الجامعة العربية سيؤدي لبروز خيار الحماية الدولية للشعب السوري وهو ما ستقوم به الآلة العسكرية الأميركية بكل تأكيد رغم لجوء الكثير من التحليلات والترجيحات لإبعاد ذلك الخيار وإعتباره خيارا مستحيلا إلا أن الواقع الميداني المترافق مع نار الحملة الإنتخابية الأميركية و الرغبة الجمهورية بإعادة السيطرة على البيت الأبيض ستؤدي في النهاية إلى حالة حسم أميركية يحسم معها نهائيا مصير نظام البعث السوري المتبقي , على قادة النظام السوري التفكير جديا في الإنسحاب من المشهد قبل أن نرى مشاهد سوريالية ومحاكمات مدهشة , وإنهيارات غير مسبوقة في تاريخ الشرق القديم , تصريحات السيناتور ليست إستهلاكية أو دعائية بل أنها خطة عمل واضحة المعاني والمباني وستترجم حرفيا خلال الأسابيع المقبلة , ومصير نظام دمشق أضحى اليوم على كف عفريت ولن تستطيع الجامعة العربية إنقاذ الموقف , لأن النجار لا يستطيع أبدا إصلاح ما أفسده الدهر لقد قرر الأميركيون العودة العاصفة لمسرح الشرق , وستكون دمشق هي المحطة المقبلة ولكن هل سيحصل إنقلاب عسكري في الشام يعيد صياغة المشهد قبل أن نرى كروت الكوتشينة الأميركية وهي تبحث عن بقايا النظام الإستخباري السوري ? كل الخيارات ممكنة ومتاحة أيضا.
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com