السبت، 22 أكتوبر 2011

اليست الدول العربية بحاجة ماسةللقضيةالأحوازية بقلم الاء احمد

أفرز الربيع العربي تطورات إيجابية على صعيد التغيير الجذري الناتج عن الوعي الطليعي الوطني الذي شهدته العديد من الدول العربية التي كانت تعيش حالة ركود اذ لم نقل جمود في مجال العلم والتكنولوجيا و....سابقا. وهذا الربيع الذي أقبلت الأمة العربية على اقتطاف ثماره لم يرق لأعداء الأمة التاريخيين حيث بدأت الأيادي الآثمة بإثارة الفتن والعمل على ايجاد شرخ في بعض المجتمعات العربية بغية عرقلة المسيرة النهضوية للثورات العربية الواعدة مما جعل المتابع بأن يعيد قراءة الأحداث مرة أخرى لكي يصل إلى إستنتاجات حول الموقف الرسمي العربي ومشروعه الضامن للأمن القومي تجاه المد الأجنبي الطامع في أقطارنا العربية. فإذا نظرنا إلى ما يحدث للشعب السوري الباسل بعد إستمرار ثورته المباركة التي حاول نظام بشار إخمادها من خلال قمع وإضطهاد الثوار، نجد أن الدولة الفارسية هي الداعم والمساند الوحيد لبقاء هذا النظام بفضل تمويلها الذي تجاوز الـ5.8 مليار دولار و النفط الأحوازي المسروق الذي يصل منه الى دمشق يوميا 290 الف برميل ، ولكن بالرغم من كل هذا الدعم المادي والعسكري والأمني إستمرت الثورة السورية وأنجزت تقدما ملحوظا على الصعيد الوطني والدولي وهذا ما أدى لقيام الدولة الفارسية بتفعيل أوراقها من أجل إبعاد الأنظار عما يقوم به حليفها النظام السوري من مجازر بحق شعبه من خلال تأجيج الشارع البحريني بعد أن هدأت الأوضاع فيه وبعد أن سيطرت المملكة على خيوط الفتنة في هذا البلد الآمن ومن ثم نقلت عدوى فتنة البحرين إلى المملكة العربية السعودية . لا شك إن ما حدث في بداية أكتوبر في المملكة العربية السعودية أثار تساؤلات كثيرة، ليست عمن وراء تلك الأحداث، ولا عن الأسباب التي أدت إلى حدوثها، لأن الإجابة باتت واضحة ولم تعد جديدة للمتابع والمراقب للأوضاع بالمنطقة، فالدولة الفارسية هي وراء ما حدث ومقاصدها مكشوفة أيضا ولكن ما يثير الدهشة هو لماذا تتدخل هذه الدولة دائما وتثير الفتن في الدول العربية كيف ومتى ما تشاء دون رادع أو محاسبة؟ لماذا لا نرى أي رد فعل صارم من قبل الدول العربية وخاصة الدول المتضررة من الأحداث تجاه هذه الدولة ؟!. فتطاول الدولة الفارسية على الدول العربية خاصة بعد أحداث العوامية وما تبعها من مؤامرة خبيثة لمحاولة إغتيال السفير السعودي "عادل الجبير" في واشنطن وصل إلى حد يصعب السكوت عنه،ولكن في المقابل وبالرغم من هذا التصعيد الفارسي المتزايد يوميا لا نرى رد قوي من قبل الدول العربية لإيقاف هذه الدولة عند حدها. فإستهانتها بالدول العربية وصلت إلى درجة قيام عدد كبيرا جدا من المسؤولين الفرس بالتهديد والوعيد ضد هذه الدولة العربية، وخير مثال على ما نقول ، تهديد محمد كريم عابدي عضو اللجنة البرلمانية لشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية الفارسية حينما قال" إن بإمكان إيران إحتلال السعودية بكل يسر، لو أرادت ذلك"!!، وأيضا تصريح "مهدي طائب" رئيس مقر عمار أحد مقار الحرس الثوري وشقيق رئيس وحدة إستخبارات الحرس الثوري حول محاولة إغتيال السفير السعودي "عادل الجبير" ذكر: "إذا لزم الأمر سنقوم بإغتيال الملك عبدالله"! في الحقيقة عندما نرى هذه التصريحات من قبل مسؤولين كبار في الدولة الفارسية نتسائل هل يستطيع مسؤول عربي أن يصرح( بلهجة كهذه) ويهدد الدولة الفارسية من منطلق الرد بالمثل لا أكثر؟ اليوم وبعد كل تلك التطاولات والتهديدات والفتن المثارة في الدول العربية وخاصة الدول الخليجية منها والتي لا شك أنها ستستمر مادام هناك تخاذل في الرد والمواجهة كما عهدناه من قبل الدول العربية، وفي ظل الحرب المعلنة التي بدأتها الدولة الفارسية تجاه الدول العربية سؤال يطرحه نفسه وبقوة وهو: هل الدول العربية بحاجة إلى القضية الأحوازية أم العكس؟ الإجابة على هذا السؤال لها قسمين، الأول: إن الأحواز هي القلب النابض للدولة الفارسية وتوقف هذا القلب يعني موت الدولة الفارسية!، إذن الدول العربية "في حال" أرادت الرد على ما تسمى بإيران والتصدي للفتن التي أثارتها، الحل الوحيد أمامها لقطع أيادي الدولة الفارسية في دولهم وكسب أمن وإستقرار بلادهم "بشكل نهائي" هو تبني القضية الأحوازية ودعمها!، ففي هذه الحالة ستكون الورقة الرابحة بيدهم للرد على الدولة الفارسية، ولكن هل تتجرأ الحكومات العربية بإستخدام هذه الورقة وإيقاف الغول الفارسي من التطاول عليهم؟أم اقتنعوا بهذا العجز بانتظار الموت !. أما القسم الثاني هو: أن الأحواز كانت ولازالت تعاني منذ 86 عام من إضطهاد وقمع وسياسات خبيثة بمختلف الأشكال ولكن رغم كل ذلك صمد الشعب العربي الأحوازي الأعزل أمامها وقاومها بكل ما أوتي له من قوة في ظل خذلان عربي إلى يومنا هذا. ما نود قوله إن المعركة الأحوازية-الفارسية مستمرة -في حال وقفت الدول العربية بجانبنا ام لم تقف-فالحرب ستستمر حتى التحرير الذي قاب قوسين او أدنى بإذن الله. إذن وحسب ما ذكر آنفا النتيجة واضحة: الدول العربية بحاجة للقضية الأحوازية أكثر من حاجتها لهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق