الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

المقاومة الأحوازية الحلقة المفقودة في الصراع العربي – الفارسي ؟؟؟بقلم محمد مجيد

نظرا لما تمر به المنطقة من تحرك واسع للشعوب العربية التي تسعى  للإطاحة بالأنظمة المستبدة التي تحكمها بعقلية الخمسينات والشعارات الفارغة، وقد إنتصرت بعض هذه الثورات والبعض الأخر في  حيز التطوير والنجاح على أرض الواقع كـ"سورية واليمن ، وبما إن الشعب العربي الأحوازي هو إمتدادا طبيعي وستراتيجي للأمة العربية فبكل تأكيد سيتأثر من موجة الربيع العربي، من باب حق تقرير المصير والتحرر من الإحتلال الفارسي ورفع شعار "الشعب يريد طرد المحتل الفارسي".

ففي الثورات العربية رأينا الشعوب كيف استخدمت جميع السبل المتاحة والشرعية لإسقاط  الأنظمة المهشمة مفاصلها السياسية، الدستورية، القضائية والتعلمية الخ، مركزة على تطوير وتفعيل دور الشباب العربي الذي كان يحلم في الحرية والكرامة والسيادة الحقيقية  لتلك الشعوب.  والشعب العربي الأحوازي تنطبق عليه جميع هذه المعايير، فمنذ أكثر من ثمانية عقود وهو يتطلع ويسعى من خلال مقاومته وإنتفاضاته المتتالية  لإنتزاع حريته وكرامته وسيادته الوطنية من مخالب المحتل الظالم تماشياً مع  الشعوب العربية الثائرة في هذه الفترة الزمنية الحساسة رغم الإختلاف الشاسع بين الإحتلال والنظام المستبد.

إستخدمت الدولة الفارسية جميع القوة الأمنية والإستخباراتية لقمع وإجهاض الإنتفاضة الأحوازية في نيسان 2011 م بعدما جعلت من القطر الأحوازي ثكنة عسكرية، كما إنها شاركت أيضا بالإشراف على قمع وإخماد الثورة السورية من خلال الحرس الثوري المتواجد هناك، ولكن إصرار الشعب العربي السوري على إستمرار التحرك الشعبي هو من قرر ديمومة الثورة والإنتفاضة وحقق تضامنا معنويا وثوريا بين القضية الأحوازية والثورة السورية.

إن تطور العمل الميداني للمقاومة الوطنية الأحوازية كنهج ثوري مستمر يساعد الثورة السورية في التقدم نحو بلوغ الهدف المنشود وهو الإطاحة بنظام بشار والوصول إلى نظام ديمقراطي يعتمد في اسسه على القاعدة الشعبية ، حيث تستطيع  المقاومة الوطنية الأحوازية أن تقطع شريان الاقتصاد الفارسي الذي يعتمد على النفط الاحوازي إعتمادا كليا وبهذا تنقطع الإمدادت النفطية على نظام بشار وينقطع الدعم المادي والإقتصادي ايضا .

تأتي عملية قلعة النار التي إستهدفت المنشأت النفطية في الأحواز العربية المحتلة والتي نفذتها كتيبة الحسنين التابعة لكتائب الشهيد القائد محي الدين آل ناصر تأتي إستمراراً للعمل النضالي والمقاوم للشعب العربي الأحوازي ضد المحتل الفارسي الذي بات يمارس انواع السياسات الشيطانية والاجرامية ضده، إن هذه العملية النوعية ألتي عززتها حركة النضال بعملية بطولية أخرى إستهدفت من خلالها المنشأت النفطية بمجموعة من كتيبة  القائد الشهيد علي المطوري التابعة لكتائب محي الدين آل ناصر في 16أكتوبر 2011 وألتي كبدت العدو خسائر إقتصادية فادحة ،تأتي في سياق الإرتباط المعنوي مع الثورات العربية ورداّ موجعا ّ على المشاريع الفارسية التي باتت تهدد أمن وإستقرار المنطقة  وخاصة الأمن القومي لدول الخليج العربي .

إن المقاومة الوطنية الأحوازية تمارس حقها الطبيعي والمشروع في تصديها للوجود الفارسي المحتل في القطر السليب وتعمل على منعه من سرقة مقدرات وثروات الشعب العربي الأحوازي وقطع السيول الواردة له من خلال بيعه للنفط والغاز الأحوازي كما انها تجد نفسها في خندق الواجب القومي في الدفاع من اي ارض عربية اخرى تتعرض الى مخاطر وتهديد من قبل الدولة الفارسية الاّثمة .

فمن منطلق الواجب الديني والقومي ومن أجل الحفاظ على توازن القوى في الخليج العربي وأمن دوله العربية يصبح دعم المقاومة الوطنية الأحوازية ومشروعها الوطني لمواجهة الدولة الفارسية  على صعيد الداخلي والخارجي ضرورة ملحة والتخلي عنه قد يضر بالامن القومي للدول العربية الخليجية.

 إن عدم نجاح الدول العربية في الكثير من المشاريع السياسية والإعلامية في مواجهة المشروع الفارسي هو غياب الحلقة المفقودة في هذا الصراع وهي القضية العربية الأحوازية العادلة فالدول العربية تستطيع من خلال دعم القضية الأحوازية والوقوف بجانبها ردع المشروع الفارسي التوسعي في الوطن العربي ، فعلى هذا الاساس يصبح التعاضد العربي ضرورة ومطلب جوهري لمواجهة أعداء الامة وتصبح الثورات في الوطن العربي إمتدادا طبيعيا لنهج ثوري واحد عنوانه الحرية والتحرر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق