السبت، 22 أكتوبر 2011

التشيّع العربي والتشيّع الصفوي الفارسي؟؟بقلم عبدالله الهدلق

اجتهد جمهور من الباحثين مثل محمد حسين فضل الله ومحسن الأمين، وعلي شريعتي صاحب كتاب «التشيع العربي والتشيع الصفوي»، وكتاب بارزون من ابناء الشيعة في العراق كعلي الوردي وجواد علي في موضوع التشيع، وخلصوا الى ان التشيع بدأ في العراق كرد فعل على مقتل الحسين بن علي ولكن القوم حافظوا على تمسكهم بأسس الشريعة السائدة من حب الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام ووجوب توقيرهم واحترامهم، وتقبلهم للحكم القائم، أما بلاد فارس «إيران» فقد بقيت متمسكة بالمذهب السني حتى القرن السادس عشر الميلادي حين ظهرت الميول الصفوية الشيعية الفارسية تأثراً باسماعيل الصفوي عندما حكم عام «1501»، فتصادمت تلك الميول الصفوية مع الميول العثمانية وتنازعت، وفي ظل ذلك النزاع الدموي تبنت بلاد فارس «إيران» التشيع الصفوي الفارسي نكاية بحنفية العثمانيين والعرب، وفرضته على الشعب بالقوة، واسبغت عليه صبغة عدوانية متحاملة على العرب انتهجت شتم الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام فشرعا بذلك التشيع العربي، وصبغته بمتطلبات السياسة التوسعية، والممارسات المتطرفة والمتشنجة، والافتراءات المضلة والمخزية.
يشكل المنهج الصفوي الفارسي البعيد تماماً عن التشيع العربي، يشكل خطراً جسيماً، ويشيع الكره والفرقة بين المسلمين بدلاً من الوحدة والمحبة، وقد ساهمت بعض القيادات الصفوية الفارسية في اشاعة الكثير من الممارسات المقيتة، والطقوس المنافية لاطر الاسلام المتسامحة والعقلانية. وامام التغلغل الفارسي في المنطقة العربية واستغلاله للمذهب كمطية لذلك التغلغل استشعر بعض مفكري الشيعة العرب الخطر الصفوي الفارسي وتصدوا له بأقلامهم، ومن هؤلاء المفكرين نبيل الحيدري الذي جعل التمييز بين التشيع العربي والتشيع الصفوي الفارسي موضوعاً لدراسته في جامعة لندن، وكان الحيدري – وهو شيعي عربي عراقي – قد اقام في بلاد فارس «إيران» وفي مدينة «قم» الفارسية تحديداً، ويقول انه شعر بغضب وعصبية تجاه نظرة الازدراء والاحتقار والكره ضد العرب التي ينتهجها الفرس الصفويون، كما يقول انه عانى كشيعي عراقي ومن اسرة عربية اصيلة، واستاء بصورة خاصة من الشتائم والاهانات البذيئة التي كان يسمعهم يوجهونها ويكيلونها ضد الخلفاء الراشدين الثلاثة، ويبدو ان مشاعر الحيدري الشخصية جعلته يكرس جل وقته في لندن لفضح تلك الاساءات.

بلدان يقودها الموتى

مازال يرتفع على واجهة حزب البعث المجرم في مدينة حمص السورية شعار «قائدنا إلى الابد حافظ الاسد»، ومازال يرتفع على مقرات الحرس الثوري الفارسي في «قم» و «مشهد» و «طهران» وغيرها من المدن الفارسية شعار «الخميني راهبر» اي الخميني القائد العظيم، فهل هناك ادل من تلك المآسي على ان هناك دولاً يحكمها ويقودها الموتى؟! ولا احسبني مغالياً اذا قلت ان قدسية حافظ الاسد في سورية، وقدسية الخميني في بلاد فارس «إيران» وجنوب لبنان وقطاع غزة تقرب كثيراً من قدسية الرب والإله والعياذ بالله.
والغريب في الامر ان تلك الدول التي يحكمها ويقودها الموتى دول تعاني من اوضاع سياسية مضطربة واقتصاد هش مهلهل، ونظم حكم شمولية متغطرسة وديكتاتورية وعزلة تامة عن المجتمع الدولي، ومع ذلك ترعى وتساند وتمول الإرهاب العالمي، وتتحول الى انظمة اكثر عدائية لشعوبها ولدول العالم، واكثر استعداداً للمخاطرة والمجازفة فلم يعد لديها ماتخسره اكثر من مما خسرته في الواقع بسبب سياساتها العدائية وتحديها للمجتمع الدولي.
بلاد فارس «إيران» التي يقودها ويحكمها الموتى تحاصرها الادلة القوية والمؤكدة التي لا تقبل الجدل في ضلوعها في مؤامرة تفجير السفارة السعودية واغتيال السفير السعودي، وتوكد تورطها ايضا في التحريض في القطيف وغيرها من مدن المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، ويعاني النظام الفارسي الزرادشتي الحاكم في طهران من تخبط شديد في سياساته الداخلية والخارجية بعد ان اوشك على فقدان اهم حليف له في المنطقة بشار الاسد مما يعني عزلته بشكل اكبر في هذا الجزء من العالم، كما ان الخلافات الداخلية المتفاقمة والاتهامات المتبادلة بين نجاد وخامنئي تدفع النظام الحاكم في طهران الى التصعيد في الخارج تشتيتاًَ للانظار عن الازمة الداخلية وما يرتبط بها من فضائح بمليارات الدولارات، وهي سياسة قديمة لدى الانظمة الفارسية كلما حاصرتهم المشكلات الداخلية حاولوا اغراق المنطقة في الفوضى، كما حدث من بلاد فارس «إيران» من محاولات لزعزعة الامن في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقتين ودولة الكويت.
قتل القذافي ومن قبله صدام حسين فهل يلقى نفس المصير كل من الاسد الجريح بشار وشاويش اليمن صالح ودهقانا الفرس؟!

عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=146615&WriterId=50

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق